العلاج اللبّي ( علاج العصب)

التهاب لب السن يُعرّف على أنه التهاب في النسيج الداخلي للسن (لب السن)، والذي يحتوي على الأعصاب والأوعية الدموية.

قد يكون هذا الالتهاب ٫غير تدميري (حاد مصلي)، حيث لا يتضرر اللب بشكل دائم أو تدميري/نخري (حاد صديدي)، حيث يتسبب في موت العصب

السبب الأكثر شيوعًا هو البكتيريا الناتجة عن التسوس العميق.
لكن في بعض الحالات، قد يظهر أيضًا نتيجة:

• مؤثرات كيميائية (مثل بعض المواد المستخدمة في الحشوات)
• مؤثرات حرارية (تناول أطعمة شديدة البرودة أو السخونة)
• مؤثرات ميكانيكية (مثل كسر في السن أو ضغط شديد عند المضغ)

يظهر الالتهاب الحاد في لب السن عادةً على شكل ألم شديد جدًا، قد يكون مؤقتًا لبضع دقائق أو مستمرًا لفترة طويلة.

غالبًا ما يبدأ الألم بعد محفزات مثل شرب الماء البارد أو تناول الآيس كريم، ولكن ما يميّزه هو استمرار الألم حتى بعد زوال المؤثر.

في المراحل المتقدمة من الالتهاب (التهاب صديدي حاد) يصبح الألم ٫ قويًا جدًا وغير محتمل٫ ينتشر في الفك أو الوجه٫ يزداد عند الاستلقاء، خاصة أثناء الليل٫ وقد يظهر الألم فجأة دون أي محفز خارجي.

يُعتبر تشخيص التهاب لب السن أمرًا بسيطًا ويتم بناءً على الأعراض وخصائص الألم، بالإضافة إلى الفحص السريري والأساليب التصويرية مثل الأشعة البانورامية أو الأشعة الخلفية للفك.
يتم علاج الحالة في مراحلها المبكرة بواسطة العلاج الجذري (علاج العصب).

العلاج اللبّي هو إجراء شائع جداً في طب الأسنان، ويمكن أن يكون علاجياً (مثل حالات التهاب اللب، الإصابات، أو تسوس الأسنان) أو ضروريًا لأسباب أخرى (مثل تحضير السن لطحنه بهدف تركيب جسر أسنان).

لكن الهدف الرئيسي من هذا الإجراء هو الحفاظ على السن الطبيعي قدر الإمكان وتجنب خلعه.

بجانب علاج التسوس، هناك حالات أخرى تُعالج بواسطة العلاج اللبّي، ومنها:

• كسر في السن قام بالتأثير على اللب
• موت اللب
• خرّاج في السن

يتم إجراء العلاج اللبّي (علاج قناة الجذر) تحت تعقيم كامل، وقد يتم في جلسة واحدة أو عدة جلسات، وذلك حسب حالة التهاب اللب. يقوم طبيب الأسنان بشرح كامل لإجراء وأخذ التاريخ الطبي الكامل للمريض.

بعد تشخيص سبب الحاجة للعلاج اللبّي، يقوم طبيب الأسنان بتخدير موضعي للمريض، ثم يتم عزْل السن باستخدام الواقي المطاطي (المطاط العازل) وفتح تجويف الوصول إلى اللب.

تُحدد مداخل قنوات الجذر ويُحسب طولها بواسطة الأشعة السينية. باستخدام أدوات خاصة، يُزال اللب الملتهب أو المصاب. خلال العملية، تُغسل القنوات بمحاليل مطهرة مثل بيروكسيد الهيدروجين وكلوريد الصوديوم.

بعد إزالة اللب، يُوضع قليلاً من القطن المشبع بالإيفينول ويُختم مؤقتًا بمواد مناسبة. يتم استخدام المضادات الحيوية لمدة حوالي 48 ساعة للقضاء على البكتيريا تمامًا، وغالبًا ما تُستخدم مادة البارامونوكلوروفينول أو الفورموكريزول.

يُختتم فتح تجويف الوصول إلى الّلب (غرفة الّلب) بوضع مادة من الأسمنت الفسفوري. للتأكد من إزالة اللب تمامًا، تُؤخذ أشعة سينية أثناء وبعد العملية.

وأخيرًا، بعد حوالي 10 أيام، يُجرى الحشو الدائم للسن.